فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

وقوله عز شأنه: {نَرْفَعُ درجات} أي رتبًا عظيمة عالية من العلم والحكمة مستأنف لا محل له من الإعراب مقرر لما قبله، وجوز أبو البقاء أن يكون في محل نصب على أنه حال من فاعل {ءاتَيْنَا} أي حال كوننا رافعين، ونصب {درجات} إما على المصدرية بتأويل رفعات أو على الظرفية أو على نزع الخافض أي إلى درجات أو على التمييز ومفعول {نَرْفَعُ} قوله تعالى: {مَّن نَّشَاء} وتأخيره على الأوجه الثلاثة الأخيرة لما مر غير مرة من الاعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر، ومفعول المشيئة محذوف أي من نشاء رفعه حسبما تقتضيه الحكمة وتستدعيه المصلحة، وإيثار صيغة المضارع للدلالة على أن ذلك سنة مستمرة فيما بين المصطفين الأخيار غير مختصة بإبراهيم عليه السلام.
وقرئ {يَرْفَعُ} بالياء على طريقة الالتفات وكذا {نَشَاء} وقرأ غير واحد من السبعة {درجات مَّن} بالإضافة على أنه مفعول {نَرْفَعُ} ورفع درجات الإنسان رفع له، وجوز بعضهم جعله مفعولًا أيضًا على قراءة التنوين وجعل من بتقدير لمن وهو بعيد.
وقوله سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ} أي في كل ما يفعل من رفع وخفض {عَلِيمٌ} أي بحال من يرفعه واستعداده له على مراتب متفاوتة، وإن شئت عممت ويدخل حينئذ ما ذكر دخولًا أوليًا تعليل لما قبله، وفي وضع الرب مضافًا إلى ضميره عليه الصلاة والسلام موضع نون العظمة بطريق الالتفات في تضاعيف بيان حال إبراهيم عليه السلام ما لا يخفى من إظهار مزيد اللطف والعناية به صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد ذكر الإمام في هذه الآيات الإبراهيمية عدة أحكام، الأول: أن قوله سبحانه: {لا أُحِبُّ الآفلين} [الأنعام: 76] يدل على أنه عز وجل ليس بجسم إذ لو كان جسمًا لكان غائبًا عنا (أبدًا) فيكون آفلًا (أبدًا) والأفول ينافي الربوبية، ولا يخفى أن عد تلك الغيبة المفروصة أفولًا لا يخلو عن شيء لأن الأفول احتجاب مع انتقال وتلك الغيبة المفروضة لم تكن كذلك بل هي مجرد احتجاب فيما يظهر نعم إنه ينافي الربوبية أيضًا لكن الكلام في كونه أفولًا ليتم الاحتجاج بالآية، لا يقال قد جاء في حديث الإسراء ذكر الحجاب فكيف يصح القول بأن الاحتجاب مناف للربوبية لأنا نقول: الحجاب الوارد كما قال القاضي عياض إنما هو في حق العباد لا في حقه تعالى فهم المحجوبون والباري جل اسمه منزه عما يحجبه إذ الحجاب إنما يحيط بمقدر محسوس، ونص غير واحد أن ذكر الحجاب له تعالى تمثيل لمنعه الخلق عن رؤيته.
وقال السيد النقيب في الدرر والغرر العرب تستعمل الحجاب بمعنى الخفاء وعدم الظهور فيقول أحدهم لغيره إذا استبعد فهمه بيني وبينك حجاب ويقولون لما يستصعب طريقه: بيني وبينه كذا حجب وموانع وسواتر وما جرى مجرى ذلك.
والظاهر على هذا أن فيما ذكر مجاز في المفرد فتدبر.
الثاني: أن هذه الآية تدل على أنه يمتنع أن يكون تعالى بحيث ينزل من العرش إلى السماء تارة ويصعد من السماء إلى العرش أخرى وإلا لحصل معنى الأفول.
وأنت تعلم أن الواصفين ربهم عز شأنه بصفة النزول حيث سمعوا حديثه الصحيح عن رسولهم صلى الله عليه وسلم لا يقولون: إنه حركة وانتقال كما هو كذلك في الأجسام بل يفوضون تعيين المراد منه إلى الله تعالى بعد تنزيهه سبحانه عن مشابهة المخلوقين وحينئذ لا يرد عليه أنه في معنى الأفول الممتنع على الرب جل جلاله.
الثالث: أنها تدل على أنه جل شأنه ليس محلًا للصفات المحدثة كما تقول الكرامية وإلا لكان متغيرًا وحينئذ يحصل معنى الأفول (وهو ظاهر).
الرابع: إن ما ذكر يدل على أن الدين يجب أن يكون مبنيًا على الدليل لا على التقليد وإلا لم يكن للاستدلال فائدة ألبتة.
الخامس: أنه يدل على أن معارف الأنبياء بربهم استدلالية لا ضرورية وإلا لما احتاج إبراهيم عليه السلام إلى الاستدلال.
السادس: أنه يدل على أنه لا طريق إلى تحصيل معرفة الله تعالى إلا بالنظر والاستدلال في أحوال مخلوقاته إذ لو أمكن تحصيلها بطريق آخر لما عدل عليه السلام إلى هذه الطريقة، ولا يخفى عليك ما في هذين الأخيرين.
السابع: أن قوله سبحانه: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا} إلخ يدل على أن تلك الحجة إنما حصلت في عقل إبراهيم عليه السلام بإيتاء الله تعالى وإظهارها في عقله وذلك يدل على أن الإيمان والكفر لا يحصلان إلا بخلق الله تعالى؛ ويتأكد ذلك بقوله سبحانه: {نَرْفَعُ درجات} إلخ.
الثامن: أن قوله سبحانه: {نَرْفَعُ} إلخ.
يدل على فساد طعن الحشوية في النظر وتقرير الحجة وذكر الدليل، وفيها أحكام أخر لا تخفى على من يتدبر. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وجملة: {نرفع درجات من نشاء} حال من ضمير الرفع في {آتيناها} أو مستأنفة لبيان أنّ مثل هذا الإيتاء تفضيل للمؤتَى وتكرمة له.
ورفع الدّرجات تمثيل لتفضيل الشأن، شبّهت حالة المفضّل على غيره بحال المرتقي في سُلَّم إذا ارتفع من درجة إلى درجة، وفي جميعها رفع، وكلّ أجزاء هذا التمثيل صالح لاعتبار تفريق التّشبيه، فالتّفضيل يُشبه الرّفع، والفضائل المتفاوتة تشبه الدّرجات، ووجه الشّبه عِزّة حصول ذلك لغالب النّاس.
وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، بإضافة {درجات} إلى {مَنْ}.
فإضافة الدرجات إلى اسم الموصول باعتبار ملابسة المرتقي في الدرجة لها لأنّها إنّما تضاف إليه إذا كان مرتقيًا عليها، والإتيان بصيغة الجمع في {درجات} باعتبار صلاحيّة {من نشاء} لأفراد كثيرين متفاوتين في الرفعة، ودلّ فعل المشيئة على أنّ التفاضل بينهم بكثرة موجبات التّفضيل، أو الجمعُ باعتبار أنّ المفضّل الواحد يتفاوت حاله في تزايد موجبات فضله.
وقرأه البقية بتنوين {درجات}، فيكون تمييزًا لنسبة الرفع باعتبار كون الرفع مجازًا في التفضيل.
والدرجات مجازًا في الفضائل المتفاوتة.
ودلّ قوله: {مَن نشاء} على أنّ هذا التّكريم لا يكون لكلّ أحد لأنّه لو كان حاصلًا لكلّ النّاس لم يحصل الرفع ولا التفضيل.
وجملة: {إنّ ربّك حكيم عليم} مستأنفة استئنافًا بيانيًا، لأنّ قوله: {نرفع درجات من نشاء} يثير سؤالًا، يقول: لماذا يرفع بعض النّاس دون بعض، فأجيب بأنّ الله يعلم مستحقّ ذلك ومقدار استحقاقه ويخلق ذلك على حسب تعلّق علمه.
فحكيم بمعنى محكم، أي متّقن للخلق والتّقدير.
وقدم {حكيم} على {عليم} لأنّ هذا التّفضيل مَظهر للحكمة ثمّ عقّب بـ {عليم} ليشير إلى أنّ ذلك الإحكام جار على وفق العلم. اهـ.

.قال عبد الكريم الخطيب:

{وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنامًا آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74)}.
التفسير: في هذه الآيات أمور:
أولا: صلتها بالآيات التي قبلها.
فهنا قضية، يعرض فيها موقف الإنسان من الإيمان باللّه، وأن النّاس ليسوا سواء في الانتفاع بما أودع الخالق فيهم من قوى العقل والإدراك، للتهدّى إلى الخالق والبحث عنه، والإيمان به..
وهناك في الآيات السابقة مواقف للمشركين من الدعوة الإسلامية، وتأبّيهم عليها، وإعراضهم عنها، بعد أن جاءتهم بآياتها المشرقة، وأقامت بين أيديهم شواهد ناطقة تشهد بوجود اللّه، وتوقظ قلوبهم النائمة، وتنبه عقولهم الغافلة، إلى النظر إليه في ضوء تلك الآيات البينات..
فما أبعد الشّقة بين الموقفين، وما أشد التباين بين الحالين! وهنا إبراهيم، الذي هو الأب الأكبر لهؤلاء المشركين من قريش، والذين يدّعون- كذبا- أنهم على دينه، يطوفون بالبيت الذي طاف به، ويعبدون الإله عبده أبوهم الأول، إبراهيم عليه السلام.
وهناك هؤلاء المشركون من أبناء إبراهيم، وتلك أصنامهم التي شوّهوا بها معالم البيت العتيق، وأفسدوا بها الدّين الحنيف، الذي عبد اللّه عليه في هذا البيت، الذي لا يزال قائما يشهد هذا السفه الذي هم فيه.
وهنا داع يدعو إلى اللّه، هو إبراهيم عليه السلام، ويقف من الأصنام وعبّادها هذا الموقف الذي تتهاوى فيه الأصنام، حين يفضحها بمنطقه، قولا، وعملا.
وهناك داع يدعو إلى اللّه، بدعوة إبراهيم، هو محمد، صلوات اللّه وسلامه عليه، ويقف من تلك الأصنام وقفة إبراهيم، فيفضحها ويكشف ضعفها وعجزها، ثم يدعها لتدفن في غياهب الضّياع.
ثانيا: آزر.. ومن يكون هذا الإنسان؟.
القرآن الكريم يقول: {وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ}.
ولكن المفسّرين يذهبون في هذا الأب مذاهب شتّى.
فمن قائل: إن اسمه تارح ومن قائل: إن آزر اسم جدّه، أو عمّه، والعمّ والجدّ يسميان أبا مجازا!! وذهب بعضهم أن آزر اسم صنم، وهذا القول ينسب إلى ابن عباس، وقد فسّره الزمخشري: أتعبد آزر! منكرا عليه ذلك! (أي أن إبراهيم ينكر على أبيه أن يعبد هذا الصنم آزر).
وذهب آخرون إلى أنه وصف في لغة قومه، ومعناه المخطئ، وقيل بل معناه: الأعوج.
وقيل معنى آزر الشيخ الهرم.
ويقول الزجاج: ليس بين النسّابين اختلاف أن اسم أبي إبراهيم تارح! والذي دعا المفسرين إلى تلك المقولات، هو ما جاء في التوراة من نسبة إبراهيم إلى أبيه الذي تسميه التوراة تارحا وقد اعتمد المفسرون هذه النسبة وأخذوا بها، وتأولوا لها ما جاء في القرآن.. ولم تحدثهم أنفسهم بأن يتأولوا هذه النسبة التي جاءت في التوراة كما تأولوها في القرآن.. ولم تحدثهم أنفسهم بأن في التوراة تحريفا وتبديلا تناول كل شيء، حتى العقيدة.
والذي ينبغى أن يكون عليه الأمر في هذا الموقف، هو الوقوف عند ما جاء به القرآن الكريم، الذي يقول اللّه سبحانه وتعالى فيه: {وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [48 المائدة] فالقرآن هو الذي يهيمن على ما سبقه من كتب، ولا تهيمن عليه، ويقضى عليها، ولا تقضى عليه..
وقد جاء القرآن الكريم في الحديث عن إبراهيم منسوبا إلى أبيه، باسم هذا الأب، وهو آزر: هكذا: {وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ}. فكيف يجوز لقائل أن يقول في هذه النسبة، وفى مسمى هذا الاسم قولا؟ إنه أبو إبراهيم بلا شك، وإنّ اسمه آزر بلا ريب.. هكذا قال القرآن، وهكذا يجب أن نقول.
وليس هذا فحسب، فإن القرآن قد ذكر مواقف بين إبراهيم وأبيه هذا، فقال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} [41- 42 مريم].
وقال سبحان على لسان إبراهيم: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ} وقال جلّ شأنه: {وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [114: التوبة] فالجدل والحوار كان دائما بين إبراهيم وأبيه، وفى مواجهته، وليس مع جده، أو مع صنم! وقد أثرنا هذه المسألة، لأنها تمس الصميم من القرآن الكريم، وتنبئ عن مدى صدقه، وأنه تنزيل من العالمين، كما يقول هو عن نفسه، أو أنه من عمل محمد ومن تلقياته التي أخذها من أهل الكتاب وغيرهم، كما يتخرص المتخرصون.
وهنا اختبار عملى لهذه القضية، ومقطع من مقاطع القول فيها.
فإما أن يكون آرز هو الاسم المعروف به أبو إبراهيم، وفى ذلك حكم قاطع بأن القرآن هو كلام اللّه، يقول الحق، ويأتى بأنباء الغيب، وإما ألا يكون آزر على غير هذا الوصف، فيكون القرآن كما يقول فيه المكذبون به، والكائدون له.
وهذا أمر يمكن أن يحقّق تاريخيا.. ولا أحسب أن اليهود تركوا هذه المسألة دون أن يحققوها، ولا أن المتربصين بالقرآن غفلوا عن هذا الخلاف الذي بينه وبين التوراة.. ولو أنهم وجدوا في هذا مطعنا على القرآن لكان ذلك من أقوى حججهم عليه. وطعناتهم له، الأمر الذي لم يقله اليهود، الذين لم يتركوا قولا يقولونه فيه. ويفترونه عليه، ولم يقله أحد من غير اليهود، الذين رصدوا للقرآن، وجعلوا يتصيدون كل سانحة من وهم أو خيال تسنح لهم فيه..
ثالثا: الطريق سلكه إبراهيم في التعرف على اللّه..
وهو الطريق الاستدلالي بالنظر في ملكوت السموات والأرض.. وهو نفس الطريق الذي جاءت الرسالة لإسلامية به، في دعوتها إلى التعرف على اللّه والإيمان به..
وقد سلك القرآن المنهج نفسه، الذي تعرف به إبراهيم على اللّه، في دعوة المشركين إلى التعرف عليه..
فكان أول ما لفت القرآن نظر المشركين إليه، هو النظر إلى آلهتهم تلك التي يعبدونها، من أصنام وأوثان، وأن يعيدوا النظر إليها مرة بعد مرة، ليروا إن كانت تدفع عن نفسها ضرا، أو إن كانت تسمع أو تعقل ما يناجيها به العابدون لها، أو تستجيب لما يرجى منها من دفع ضر أو جلب خير.
وفى هذا يقول اللّه تعالى على لسان نبيه الكريم مخاطبا المشركين: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلا يَسْتَطِيعُونَ} [73: النحل] ويقول سبحانه: {وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [22: العنكبوت] ويقول سبحانه على لسان المشركين: {ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى} [3: الزمر].
وهكذا يلقاهم القرآن في كل سبيل مع هذه الآلهة، حتى ينفضح أمرها لهم، وتزول مشاعر الهيبة والتوقير لها في نفوسهم.. وهذا ما فعله إبراهيم إذ يقول لأبيه: {أَتَتَّخِذُ أَصْنامًا آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} وإذ يقول: {يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}.